الأربعاء، 30 يوليو 2025

 

 

 

 

مدخل

إلى مناهج البحث العلمي

 

الدكتور إبراهيم قسم السيد محمد طه

2025


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾

 

 صدق الله العظيم

(سورة الزمر: الآية 9)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

إهداء

إلى مقام نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم،
الذي قال: "طلب العلم فريضة على كل مسلم"
وأوقد شعلة الحكمة في أمة ظلت تائهة بين الجهل والضلالة.

نهدي هذا الكتاب بكل تواضع وإجلال مستلهمين من سنته العطرة حب العلم والسعي إليه،

ونسأل الله أن يجعلنا من الذين ينهلون من معين علمه ويستنيرون بهدي نوره في كل زمان ومكان.

 

 

المؤلف

 

 

 

 

 

 

 

 

الفهرس

الموضوع

الصفحة

الفصل الأول: مفهوم البحث العلمي

5

الفصل الثاني: أقسام مناهج البحث العلمي

 

9

الفصل الثالث :خطوات كتابة البحث العلمي

 

18

الفصل الرابع :مدى صلاحية شبكة الإنترنت كمصدر للبحث العلمي

 

30

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول

مفهوم البحث العلمي

يمثل البحث العلمي الأداة الأساسية التي تعتمد عليها المجتمعات للنهوض في مختلف مجالات الحياة. فهو الوسيلة التي يتم من خلالها تقصي الحقائق، وتحليل الظواهر، وتفسير العلاقات، بهدف الوصول إلى معرفة جديدة أو حلول لمشكلات قائمة. وفي هذا الفصل نقدم تعريفًا واضحًا لمصطلح البحث العلمي، ونشرح أركانه، وصفات الباحث الناجح، إضافة إلى خصائص البحث الجيد.

أولًا: مصطلح البحث العلمي:

يعرف البحث العلمي بأنه "عملية فكرية منظمة" يقوم بها شخص يسمى "الباحث"، من أجل تقصي الحقائق في شأن مسألة أو مشكلة معينة تُعرف بـ "موضوع البحث"، باستخدام طريقة علمية تسمى "منهج البحث"، تحت إشراف شخص خبير يسمى "المشرف"، بهدف التوصل إلى نتائج علمية يمكن تعميمها أو تطبيقها.

وقد وردت تعريفات متعددة للبحث العلمي، نذكر منها:

1.   البحث العلمي: "عملية منظمة تهدف إلى التوصل إلى حلول لمشكلات محددة، أو إجابة عن تساؤلات معينة باستخدام أساليب علمية محددة يمكن أن تؤدي إلى معرفة علمية جديدة".

2.  البحث العلمي: "عملية منظمة لجمع وتحليل البيانات لغرض من الأغراض".

3.  البحث العلمي: "عملية علمية، تُجمع فيها الحقائق والدراسات، وتُستوفى فيها العناصر المادية والمعنوية حول موضوع معين دقيق في مجال التخصص، لفحصها وفق مناهج علمية مقررة، يكون للباحث منها موقف معين، يهدف إلى التوصل إلى نتائج جديدة".

4.  البحث العلمي: "مجموعة الجهود المنظمة التي يقوم بها الإنسان مستخدمًا الأسلوب العلمي، وقواعد الطريقة العلمية، في سعيه لزيادة سيطرته على بيئته، واكتشاف ظواهرها، وتحديد العلاقات بين هذه الظواهر".

5.  البحث العلمي: "البحث والتقصي المنظم لاكتشاف المعرفة، والتنقيب عنها، وفحصها وتحقيقها، ثم عرضها بأسلوب ذكي يسهم في تطور الحضارة الإنسانية".

ثانيًا: أركان البحث العلمي:

يتكون البحث العلمي من مجموعة من الأركان الأساسية، وهي:

1.   الباحث: الشخص الذي يقوم بإجراء البحث مستخدمًا أدوات علمية ومنهجية للوصول إلى النتائج.

2.  موضوع البحث: المسألة أو المشكلة التي تُشكل محور اهتمام الباحث، والتي يسعى لتفسيرها أو إيجاد حلول لها.

3.  منهج البحث: الطريقة أو النظام المتبع في جمع البيانات وتحليلها، سواء كان منهجًا وصفيًا، تحليليًا، تاريخيًا، تجريبيًا، إلخ.

4.  نتائج البحث: الاستنتاجات أو الحلول التي توصل إليها الباحث بناءً على الدراسة والتحليل.

5.  المشرف العلمي: شخص ذو خبرة في مجال البحث، يُرشد الباحث ويوجهه علميًا ومنهجيًا طوال فترة إعداد البحث.

ثالثًا: صفات الباحث العلمي الناجح:

لا ينجح الباحث في عمله إلا إذا توفرت فيه صفات معينة تُمكنه من التعامل بفعالية مع الموضوع العلمي، ومن أهم هذه الصفات:

1. حب العلم والمعرفة والاطلاع الدائم

الرغبة الصادقة في التعلم والتعمق في العلوم، مع شغف دائم لاكتشاف الجديد وتوسيع الأفق المعرفي.

 2 . توفر مؤهلات علمية مناسبة في مجال التخصص

أن يمتلك الباحث خلفية علمية قوية في المجال الذي يبحث فيه، مما يتيح له فهم الموضوعات المتقدمة وتحليلها بدقة.

 3. الإلمام الجيد بالمكتبات ومصادر المعلومات

القدرة على الوصول إلى المصادر الأصلية، والاستفادة من المراجع والمكتبات الورقية والإلكترونية بكفاءة.

 

 4. امتلاك مهارة البحث والتحليل والنقد

أن يكون قادرًا على طرح الأسئلة، وتحليل المعطيات، واستخلاص النتائج، مع ممارسة التفكير النقدي تجاه الآراء والنظريات.

 5. الصبر والمثابرة والجدية في العمل:

البحث العلمي يتطلب وقتًا وجهدًا، ولا ينجح فيه إلا من يمتلك الإصرار والعمل الدؤوب دون ملل.

6. القدرة على التعبير الجيد والكتابة العلمية الدقيقة

أن يجيد الباحث صياغة أفكاره بلغة علمية واضحة ومتماسكة، خالية من الغموض أو الإنشاء الزائد.

7. التعمق في الموضوع وعدم الاكتفاء بالمظاهر السطحية

النجاح في البحث يتطلب الغوص في جوهر الموضوع وتحليل أبعاده المختلفة، لا الاكتفاء بالمعلومات العامة أو الظاهرية.

8.الجرأة في مناقشة الآراء المختلفة دون تقديس لأصحابها

أن يتحلى الباحث بالشجاعة العلمية في نقد الآراء، مهما كانت شهرة أصحابها، ما دام ذلك يتم بدليل علمي ومنهج موضوعي.

9. التحرر من التعصب الفكري والمذهبي

أن يكون منفتحًا على جميع الآراء والمدارس الفكرية، دون انحياز مسبق، مما يُكسب بحثه حيادية ومصداقية.

10. النزاهة والأمانة العلمية

أن يلتزم بالصدق في عرض الحقائق، ولا يُغفل الأدلة التي تخالف رأيه، ويحترم حقوق الآخرين في النقل والاقتباس.

رابعًا: خصائص البحث العلمي الجيد:

لا يكفي أن يكون الباحث مؤهلاً فحسب، بل يجب أن تتوفر خصائص معينة في البحث نفسه حتى يُعد ذا قيمة علمية، ومن أبرز هذه الخصائص:

1.      عنوان واضح ودال: يعكس مضمون البحث بدقة وشمول.

2.  تحديد دقيق للخطوات والأهداف: لضمان وضوح المنهج وتسلسل التفكير.

3.    الإلمام الكافي بالموضوع: من خلال جمع معلومات وافية ودقيقة.

4.    توفر الوقت الكافي: لإعداد البحث دون استعجال يؤثر على الجودة.

5.    الاعتماد على مصادر علمية موثوقة: لضمان مصداقية النتائج.

6.    التوثيق الجيد: من خلال الالتزام بالأساليب المعتمدة في توثيق المراجع.

 

 

 

 

الفصل الثاني

أقسام مناهج البحث العلمي

أولًا: المنهج التاريخي:

يُستخدم المنهج التاريخي في دراسة العديد من الموضوعات والمعارف البشرية، إذ يُعدّ التاريخ عنصرًا لا غنى عنه لفهم وتفسير الكثير من الظواهر، سواء في العلوم الإنسانية أو غيرها. فغالبًا ما تحتاج الدراسات التي تتناول الظواهر الاجتماعية أو الثقافية إلى تتبع تطورها التاريخي من أجل الفهم الشامل لتلك الظواهر.

يرتكز هذا المنهج على وصف وتسجيل أحداث الماضي، ولكنه لا يكتفي بذلك، بل يمتد إلى تحليل الوثائق والمصادر والأحداث التاريخية بهدف تفسيرها على أسس علمية دقيقة. ومن ثم التوصل إلى نتائج تمثل حقائق علمية وتعميمات تُسهم في بناء معرفة للحاضر والتنبؤ بالمستقبل.

وظائف المنهج التاريخي:

  • التفسير العلمي للماضي.
  • بناء حقائق تساعد على فهم الحاضر.
  • التنبؤ العلمي بالمستقبل.

ثانيًا: المنهج الوصفي (المسحي)

يعرف المنهج المسحي بأنه أسلوب علمي يهدف إلى تجميع منظم للبيانات المتعلقة بمؤسسات أو جماعات أو مجتمعات خلال فترة زمنية محددة، مثل المدارس أو المستشفيات أو المكتبات، وتحليل هذه البيانات لاستخلاص استنتاجات علمية دقيقة.

الوظيفة الأساسية للدراسات المسحية هي جمع المعلومات وتحليلها وتفسيرها، ومن ثم الخروج باستنتاجات علمية.ويُستخدم المنهج المسحي عادة لتحقيق الأهداف التالية:

1-وصف الواقع القائم والحصول على حقائق تتعلق بوضع أو ظاهرة معينة.

2-تحديد المشكلات التي تعاني منها المؤسسات أو المجتمعات.

3-تحليل التغيرات والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية.

ويتمكن الباحث من خلال هذا المنهج من جمع معلومات عن بنية أو هيكل معين، ومن ثم مقارنة تلك الأوضاع بمستويات ومعايير محددة مسبقًا بهدف تحسين الواقع القائم.

ثالثًا: المنهج الوصفي (دراسة الحالة):

يرتكز هذا المنهج على اختيار حالة واحدة محددة، وقد تكون فردًا (كمدمن مثلًا)، أو مؤسسة (مدرسة، مكتبة، مستشفى...)، أو جماعة صغيرة (عائلة، مجموعة طلاب...).

تُدرس هذه الحالة بعمق وشمول، بحيث يتم تناول جميع المتغيرات المرتبطة بها من خلال الوصف والتحليل. ويمكن استخدام هذا المنهج لجمع البيانات من خلال الملاحظة، أو المقابلة، أو الاستبانة.

وإذا كانت الحالة المختارة ممثلة للمجتمع الأصلي، فإنه يمكن تعميم نتائج الدراسة عليها، مما يجعل هذا المنهج وسيلة فعالة لفهم الظواهر الاجتماعية والنفسية بصورة معمقة.

رابعًا: المنهج التجريبي:

يُعد المنهج التجريبي من أبرز المناهج العلمية، حيث يعتمد على قيام الباحث بتحديد الظاهرة محل الدراسة، ثم التحكم في متغيراتها من أجل معرفة العلاقة السببية بينها.

يقوم الباحث بإدخال متغيرات مستقلة ومعرفة أثرها على المتغيرات التابعة، وقد يتعمد تغيير أحد المتغيرات لملاحظة تأثيره على الآخرين. ويتميز هذا المنهج بالقدرة على اختبار الفرضيات بشكل دقيق.

ولا يقتصر استخدام المنهج التجريبي على العلوم الطبيعية فقط، بل يُستخدم أيضًا على نطاق واسع في العلوم الاجتماعية والنفسية والتربوية، نظرًا لدقته في تحليل العلاقات السببية.

خامسًا: المنهج الإحصائي:

المنهج الإحصائي يُعنى باستخدام الطرق الرقمية والرياضية في معالجة وتحليل البيانات، ويمر عادة بعدة مراحل متسلسلة:

1.      جمع البيانات الإحصائية.

2.  عرض البيانات وتنظيمها وتمثيلها بصريًا (مثل الجداول والرسوم البيانية).

3.    تحليل البيانات باستخدام أدوات التحليل الإحصائي.

4.    تفسير النتائج من خلال ما تم استخلاصه من الأرقام.

يُعد هذا المنهج ضروريًا خاصة في البحوث التي تعتمد على كميات كبيرة من البيانات، حيث يساعد في الوصول إلى نتائج دقيقة وقابلة للتعميم.

أداة البحث: الاستبانة:

الاستبانة هو أداة بحثية تتكون من مجموعة من الأسئلة المترابطة، تُصمم لتحقيق أهداف الدراسة المتعلقة بمشكلة معينة.

ترسل الاستبانة عادة إلى عينة من الأفراد أو المؤسسات المختارة لتمثيل المجتمع محل الدراسة، ويُعاد إلى الباحث بعد الإجابة عليه.

ويُراعى عند تصميم الاستبانة أن يكون عدد الأسئلة كافيًا لتحقيق الهدف العلمي للدراسة، بغض النظر عن كثافتها.

إعداد خطة البحث العلمي:

عند الشروع في إعداد بحث علمي، يُعد وضع خطة بحثية واضحة ومكتوبة خطوة أساسية. تهدف هذه الخطة إلى رسم معالم البحث وتحديد اتجاهاته بدقة، وهي تشمل العناصر الآتية:

أولًا: عنوان البحث:

ينبغي أن يُختار العنوان بعناية، ليعكس بوضوح موضوع البحث ومضمونه. ويُفضل أن يكون شاملاً لعناصر الموضوع الأساسية، متضمنًا:

1- المجال الذي ينتمي إليه البحث.

2-المكان الذي يُطبق عليه البحث أو يرتبط به.

3-الجهة أو المؤسسة المعنية بالبحث (إن وُجدت).

4-الإطار الزمني الذي يغطيه البحث.
"مثال أثر استخدام الحاسب الآلي على جودة الخدمات في مكتبات الجامعات السودانية خلال الفترة من 2015 – 2020"

ثانيًا: مشكلة البحث:

مشكلة البحث هي المحور الرئيسي الذي يدور حوله البحث، وتُعبّر غالبًا عن تساؤل أو موقف غامض يحتاج إلى تفسير.

مثال:ما العلاقة بين استخدام الحاسب الآلي وتحسين جودة الخدمات المقدمة في مراكز المعلومات؟

 معايير اختيار مشكلة البحث:

1-- اهتمام الباحث بالمشكلة، لأن الحافز الشخصي يرفع من جودة الإنجاز.

2- تناسب المشكلة مع إمكانيات الباحث وخبراته العلمية والمنهجية

3- توافر البيانات والمصادر المتعلقة بالمشكلة.
4- تسهيلات الحصول على المعلومات، خاصة في الدراسات الميدانية.

5-. القيمة العلمية والاجتماعية للمشكلة، أي أن تضيف جديدًا للمعرفة أو تعالج واقعًا يحتاج إلى دراسة.

ثالثًا: فرضيات البحث:

الفرضية هي تفسير مؤقت أو تخمين علمي يُصاغ لفهم المشكلة، ويُختبر لاحقًا من خلال أدوات البحث.

شروط صياغة الفرضية الجيدة:

1-أن تكون منطقية وتنسجم مع المعطيات المعروفة.

2-قابلة للاختبار والتحقق.

3- قادرة على تفسير الظاهرة محل الدراسة.

4-أن تُصاغ بلغة واضحة ومباشرة.

5-خالية من التحيز الشخصي.

6-يمكن أن تكون فرضية رئيسية أو مجموعة فروض مترابطة.

رابعًا: أهمية البحث:

يتوجب على الباحث أن يُبين في خطته أهمية الموضوع المختار، من خلال:

1-إبراز الجدوى العلمية أو التطبيقية للبحث.

2-توضيح مدى ندرة أو جدة الموضوع مقارنة بالدراسات السابقة.

3-إظهار الفائدة المجتمعية أو المؤسسية التي يمكن أن تتحقق من نتائج البحث.

خامسًا: منهج البحث وأدواته:

يتوجب على الباحث تحديد المنهج أو المناهج التي سيستخدمها (وصفي، تاريخي، تجريبي، تحليلي...)، مع بيان أدوات جمع البيانات مثل:

1-الاستبانة

2-المقابلة

3-الملاحظة

4_تحليل الوثائق

سادسًا: حدود البحث:

وتُقسم إلى:

1_الحدود الموضوعية: النطاق المفهومي أو النظري للبحث.

2_الحدود الزمانية: الفترة الزمنية التي يغطيها البحث.

3_الحدود المكانية: المكان أو البيئة الجغرافية التي يُطبق عليها البحث.

سابعًا: الدراسات السابقة:

يُفترض أن يتضمن البحث عرضًا لأهم البحوث والدراسات السابقة ذات الصلة، مع توضيح:

1-النقاط التي يتقاطع معها البحث الجديد.

2-أوجه الاختلاف والتجديد.

3-الفجوات المعرفية التي يسعى البحث إلى سدّها.

ثامنًا: مصادر ومراجع البحث:

تُذكر في نهاية خطة البحث قائمة بأهم المصادر التي سيعتمد عليها الباحث، مثل:

1-الكتب والمراجع العلمية.

2-المقالات المحكمة.

3-المواقع الإلكترونية الموثوقة.

4-الوثائق الرسمية والتقارير الميدانية.

تاسعًا: عناصر الهيكل الداخلي للبحث:

ينقسم البحث عادة إلى:

1.      مقدمة: تعرض المشكلة، الأهداف، الأهمية، المنهج.

2.     أبواب وفصول: تُنظم بشكل منطقي حسب تسلسل الأفكار.

3.    مباحث ومطالب وفروع: تفصيلات دقيقة داخل الفصول.

4.    خاتمة: تتضمن أهم النتائج والتوصيات.

عاشرًا: النتائج والتوصيات:

في نهاية البحث، يُلخص الباحث أهم النتائج التي توصل إليها، ويقترح توصيات عملية أو نظرية مبنية عليها، للمساهمة في تطوير الواقع أو تعزيز المعرفة.

 

الفصل الثالث

خطوات كتابة البحث العلمي

بعد أن يفرغ الباحث من إعداد خطة البحث ويحصل على الموافقة الأكاديمية من الجهة المختصة (مشرف، لجنة علمية، أو جهة مانحة)، يدخل البحث العلمي مرحلة التنفيذ العملي، وهي المرحلة الأهم والأكثر استغراقًا للجهد والوقت. وتتطلب هذه المرحلة قدرًا كبيرًا من التنظيم، والانضباط، والمنهجية، حتى يتمكن الباحث من إنجاز عمله وفقًا للأهداف المحددة في خطته.

أولًا: جمع المادة العلمية (البيانات والمصادر)

1- البحث في المصادر والمراجع:

يقوم الباحث بالرجوع إلى الكتب، المقالات العلمية، الرسائل الجامعية، الدوريات، الوثائق الرسمية، والقرارات أو الأحكام القضائية - بحسب طبيعة موضوعه - لجمع المادة النظرية والدراسات السابقة.

2- تصنيف المراجع:

ينبغي تصنيف المصادر إلى:

أ-مصادر أولية (كالقوانين، الأحكام، الوثائق الأصلية)

ب -مصادر ثانوية (مثل الكتب والشروح والتعليقات)

3- استخدام أدوات جمع البيانات:

إذا كان البحث ميدانيًا، يجب على الباحث استخدام أدوات مثل:

أ-الاستبانة

ب -المقابلة

ج -الملاحظة

د-تحليل الوثائق

ثانيًا: التوثيق العلمي للمراجع:

1-الالتزام بطريقة التوثيق المعتمدة:

يجب أن يتبع الباحث أسلوبًا علميًا محددًا في توثيق مراجعه، مثل أسلوب APA، شيكاغو، أو هارفارد، وذلك حسب تعليمات الجهة العلمية أ) أسلوب APA – الجمعية الأمريكية لعلم النفس

(American Psychological Association – APA Style)

يُستخدم هذا الأسلوب بكثرة في العلوم الاجتماعية والإنسانية، ومنها الدراسات القانونية، ويعتمد على التوثيق داخل النص ثم إدراج قائمة مفصلة في نهاية البحث.

مثال في متن البحث (توثيق داخل النص)  (عبد الله، 2019، ص. 75)

مثال في قائمة المراجع:عبد الله، محمد. (2019). شرح القانون الجنائي السوداني – القسم العام. الخرطوم: دار جامعة الخرطوم للنشر.

خصائص APA:

  • الاسم الأخير للباحث، يليه الاسم الأول.
  • السنة بين قوسين.
  • عنوان الكتاب بخط مائل.
  • ذكر جهة النشر.

(ب) أسلوب شيكاغو – Chicago Style

يُستخدم غالبًا في البحوث التاريخية والقانونية، وله طريقتان:

الأولى :نظام الحواشي السفلية (Footnotes)

 الثانية :نظام المؤلف والتاريخ (Author-Date)

1. التوثيق باستخدام الحواشي:

في متن البحث:"وقد قررت المحكمة أن التصرف باطل لعيب في الإرادة."¹

في الحاشية السفلية:"1 محمد أحمد الصديق، النظرية العامة للعقد في القانون المدني السوداني، (الخرطوم: مكتبة السودان القانونية، 2017)، ص. 112.

2. التوثيق داخل النص (نظام المؤلف/التاريخ):

(الصديق 2017، ص. 112)

وفي قائمة المراجع:الصديق، محمد أحمد. 2017. النظرية العامة للعقد في القانون المدني السوداني. الخرطوم: مكتبة السودان القانونية.

خصائص أسلوب شيكاغو:

  • يسمح بتفصيل أكبر في الحواشي.
  • مرن ويستخدم كثيرًا في البحوث القانونية والإنسانية.

(ج) أسلوب هارفارد – Harvard Style

هو من أكثر الأساليب شيوعًا في الجامعات، ويشبه APA، لكنه يختلف في التنسيق التفصيلي.

مثال في متن البحث:(حسن 2021، ص. 34)

مثال في قائمة المراجع:حسن، عبد الرحيم. 2021. القضاء الإداري في القانون السوداني والمقارن. القاهرة: دار النهضة العربية.

خصائص أسلوب هارفارد:

  • لا يُستخدم الفاصل بين الاسم والسنة.
  • الاسم الأخير ثم الاسم الأول، ثم سنة النشر، فالعنوان، ثم جهة النشر.
  • يعتمد على التوثيق داخل النص + قائمة نهائية للمراجع.

ملاحظات للباحث القانوني:

  • التوثيق الجيد يُكسب البحث مصداقية علمية ويُجنّب الباحث شبهة الانتحال أو السرقات الأدبية.
  • تأكد من اتباع نفس الأسلوب الموحد في كامل البحث.
  • معظم كليات القانون تميل إلى أسلوب شيكاغو بالحواشي السفلية لأنه يسمح بالشرح والتفصيل في التوثيق القانوني.
  • يجب تضمين المراجع القانونية الأجنبية بنفس النمط لكن بلغة المصدر الأصلية.

قواعد التوثيق في متن البحث:

يمثل التوثيق داخل المتن أحد الركائز الأساسية لضمان الأمانة العلمية، وإسناد الأفكار إلى أصحابها الأصليين. وتُراعى القواعد التالية عند التوثيق:

1-الاقتباس المباشر:إذا اقتبس الباحث نصًا حرفيًا من مصدر ما، يجب وضع النص بين علامتي تنصيص "..."، ويُذكر المرجع مباشرة بعده بصيغة (اسم المؤلف، سنة النشر، رقم الصفحة).

2-تعدد المصادر لنفس المؤلف في عام واحد:
إذا استند الباحث إلى مصدرين أو أكثر لمؤلف واحد نُشرت في السنة ذاتها، يُميز بينهما بإضافة حرف (أ) و(ب) إلى سنة النشر، حسب الترتيب الأبجدي لأول كلمة في عنوان كل مصدر في قائمة المراجع، كالتالي: (الكاتب، 2021أ)، (الكاتب، 2021ب).

3-تعدد المؤلفين:

أ-إذا كان للمصدر مؤلفان، تُذكر ألقابهما مفصولة بفاصلة منقوطة: (عبد الله؛ الحسن، 2019).

ب -وإذا كان للمصدر أكثر من مؤلفين، يُذكر لقب المؤلف الأول فقط متبوعًا بعبارة "وآخرون" أو "وزملاؤه"، مثل: (إسماعيل وآخرون، 2020).

د -ذكر المؤلف ضمن النص:إذا ورد لقب المؤلف ضمن متن الجملة، يُذكر تاريخ النشر مباشرة بعده بين قوسين، ويُختم النص برقم الصفحة بين قوسين بعد حرف (ص)، كما في المثال:كتب عبد السلام (2018) أن العدالة تتطلب استقلال القضاء (ص 45).

ه_ اقتباس أفكار من مصدرين بصياغة الباحث:عندما يدمج الباحث رأيين أو أكثر من مصدرين مختلفين ويعيد صياغتهما بأسلوبه، يُذكر المصدران بعد عرض الفكرة، مفصولَين بفاصلة منقوطة، كما في المثال:(السر، 2017؛ النور، 2019)

و _التوثيق من مصادر شفهية:إذا كان الاقتباس من مقابلة شخصية، أو محاضرة، أو حديث تلفزيوني ،أو إذاعي، يُوضع بعد النص نجمة (*) تُحيل إلى هامش الصفحة، ويُذكر فيه: اسم الشخص المتحدث، وتاريخ الحديث، وصفته الوظيفية إذا لم يكن معروفًا، مع الإشارة إلى استئذانه، كأن يُقال:

ز_ مقابلة مع الدكتور محمد عثمان، أستاذ القانون الدستوري بجامعة الخرطوم، بتاريخ 15 يناير 2024، بإذنه.

3- إعداد قائمة أولية بالمصادر:

يُفضّل أن يحتفظ الباحث بقائمة مؤقتة للمصادر التي استخدمها، ويقوم بتحديثها باستمرار.

ثالثًا: كتابة متن البحث:

1. تقسيم البحث إلى فصول ومباحث:

وفقًا للخطة المجازة، يشرع الباحث في كتابة فصول بحثه، ويُراعى فيها ما يلي:

  • بداية كل فصل بتمهيد قصير
  • تقسيم كل فصل إلى مباحث ومسائل فرعية إن لزم

2. مراعاة التسلسل المنطقي:

يُراعى في عرض الموضوعات أن يكون هناك تسلسل منطقي من العام إلى الخاص، أو من البسيط إلى المركب، مع الربط بين الأجزاء المختلفة.

3. تحليل المعلومات:

يُتوقع من الباحث ألا يقتصر على النقل أو العرض، بل يقوم بتحليل المادة العلمية، ومقارنتها، وإبداء رأيه المدعوم بالحجة والمنطق.

رابعًا: الصياغة اللغوية والمنهجية:

1_لغة البحث:

يجب أن تكون لغة البحث فصيحة، واضحة، دقيقة، خالية من الأخطاء النحوية والإملائية.

2_ التزام بإسلوب علمي:

يُفضل استخدام أسلوب موضوعي، والابتعاد عن الذاتية أو الأسلوب الخطابي.

3-الهوامش والتعليقات:

تُستخدم الهوامش لتوضيح المصطلحات، أو الإحالة على المصادر، أو إبداء تعليقات جانبية.

خامسًا: كتابة المقدمة والخاتمة:

رغم أن المقدمة توضع في بداية البحث، فإن من الأفضل تأجيل كتابتها حتى يكتمل العمل، حتى تكون شاملة ومعبرة عن البحث كله. وكذلك الخاتمة، ينبغي أن تُلخّص النتائج التي توصل إليها الباحث، وتوصياته.

سادسًا: كتابة قائمة المراجع والملاحق:

يجب على الباحث إعداد قائمة نهائية شاملة بكل المراجع التي استخدمها، مرتبة أبجديًا أو حسب طريقة التوثيق المعتمدة. كما تُضاف الملاحق مثل الاستبيانات، الخرائط، الجداول، أو النماذج القانونية.

سابعًا: المراجعة النهائية والتدقيق:

قبل تقديم البحث، يجب على الباحث القيام بما يلي:

  • مراجعة لغوية شاملة
  • التأكد من سلامة التوثيق
  • مطابقة مضمون البحث مع خطة البحث المجازة
  • التأكد من ترقيم الصفحات والعناوين

أولاً: الكتب:

عند توثيق الكتب، يجب أن تتضمن البيانات التالية:

  • اسم المؤلف: يُذكر اللقب أولًا، ثم الاسم الأول.
  • سنة النشر: توضع بين قوسين. وإذا لم تتوفر، يُكتب (د.ت) اختصارًا لـ "دون تاريخ".
  • عنوان الكتاب: يُكتب بخط مائل أو مسطر.
  • رقم الطبعة: يُذكر فقط إذا كانت الطبعة الثانية أو ما بعدها، أما الطبعة الأولى فلا يُشار إليها.
  • دار النشر: إذا لم تذكر دار النشر، يُفترض أن المؤلف هو الناشر.
  • مكان النشر.

يُراعى عدم كتابة ألقاب المؤلفين مثل: الدكتور أو الشيخ.

ثانيًا: الكتب التراثية:

تُوثّق الكتب التراثية بنفس الطريقة المتبعة مع الكتب المعاصرة، مع مراعاة إضافة تاريخ وفاة المؤلف بعد اسمه، لتمييزه عن المؤلفين المعاصرين، لا سيما لمن لا يعرف المؤلف أو الكتاب.

ثالثًا: الدوريات (المجلات العلمية المحكمة)

يشمل التوثيق البيانات التالية:

  • اسم المؤلف: يُذكر اللقب متبوعًا بالأسماء الأولى.
  • سنة النشر: توضع بين قوسين.
  • عنوان المقالة أو البحث.
  • اسم الدورية: يُكتب بخط مائل أو مسطر.
  • رقم المجلد أو السنة.
  • رقم العدد.
  • أرقام الصفحات: الخاصة بالمقال أو البحث.
  • اسم الناشر (إن وجد)
  • مكان النشر.

رابعًا: الرسائل العلمية غير المنشورة:

يجب تضمين ما يلي:

  • اسم المؤلف: اللقب ثم الأسماء الأولى.
  • سنة الحصول على الدرجة العلمية: بين قوسين.
  • عنوان الرسالة: بخط مائل أو مسطر.
  • نوع الرسالة: ماجستير أو دكتوراه، مع التنويه بأنها "رسالة غير منشورة".
  • اسم الجامعة.
  • المدينة التي تقع فيها الجامعة.

خامسًا: الكتب المترجمة:

يتم إدراج المرجع تحت اسم المؤلف الأصلي، وليس المترجم، ويُذكر اسم المترجم في نهاية التوثيق، كما يمكن توضيح أن الكتاب مترجم في وصف المرجع.

سادسًا: الجرائد والمجلات العامة:

إذا كان للمقال اسم مؤلف، فيُذكر كما في الدوريات، أما إذا لم يكن له مؤلف فيُعتبر اسم الجريدة أو المجلة هو المؤلف.ويُوثّق المرجع كالتالي:

  • اسم المؤلف (إن وجد).
  • سنة النشر: بين قوسين.
  • عنوان المقالة.
  • اسم الجريدة أو المجلة: بخط مائل أو مسطر.
  • تاريخ النشر: يتضمن السنة واليوم والشهر.
  • رقم الصفحة أو الصفحات: بين قوسين.
  • اسم المدينة: موقع الجريدة أو المجلة.

ولنفترض أن موضوع البحث هو "فعالية العقوبات البديلة في الحد من تكدس السجون":

سابعاً: النتائج والتوصيات:

تُعد مرحلة عرض النتائج والتوصيات من أهم مراحل البحث، إذ تعكس مدى تحقق أهداف الدراسة وما توصل إليه الباحث من استنتاجات. وفي هذا الإطار، ينبغي أن تتسم التوصيات بالوضوح والاختصار، وأن تكون نابعة من النتائج الفعلية للدراسة دون الحاجة إلى تفصيل أو شرح موسع.

وتراعى في التوصيات المعايير الآتية:

1-أن تكون مباشرة، محددة، وقابلة للتنفيذ.

2- أن تشتمل – قدر الإمكان – على أهم ما توصل إليه البحث، دون الإلزام بعرض كل النتائج.

3-أن تكون مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بنتائج البحث، وغير خارجة عن موضوعه أو مجاله.

وفيما يلي نموذجًا عمليًا للنتائج والتوصيات في سياق بحث قانوني ولنفترض أن موضوع البحث هو "فعالية العقوبات البديلة في الحد من تكدس السجون":

النتائج

1.   أظهرت الدراسة أن تطبيق العقوبات البديلة لا يزال محدودًا في التشريعات الجنائية على الرغم من صدور قوانين تنص عليها.

2.  تبين وجود تكدس واضح في المؤسسات العقابية نتيجة الاعتماد شبه الكامل على العقوبات السالبة للحرية.

3.  بيّنت المقارنة مع بعض الدول أن التوسع في العقوبات البديلة ساهم فعليًا في تقليل عدد السجناء وخفض تكلفة إدارة السجون.

4.  لوحظ ضعف التنسيق بين السلطة القضائية والجهات التنفيذية في تنفيذ العقوبات البديلة.

التوصيات

1.      تعديل التشريعات لتوسيع نطاق العقوبات البديلة.

2.     تفعيل تطبيق العقوبات البديلة في المخالفات والجنح البسيطة.

3.    تعزيز التنسيق بين القضاء والجهات المكلفة بتنفيذ العقوبات البديلة.

4.  رفع الوعي القانوني لدى القضاة والنيابات بأهمية وجدوى هذه العقوبات.

5.    تخصيص ميزانيات لتدريب الكوادر على تنفيذ العقوبات البديلة.

6.  إجراء دراسات دورية لقياس أثر العقوبات البديلة على معدل العودة للجريمة

 

الفصل الرابع

مدى صلاحية شبكة الإنترنت كمصدر للبحث العلمي

مع التقدم التقني الهائل وانتشار المعرفة الرقمية، أصبحت شبكة الإنترنت مصدرًا غنيًا للمعلومات في مختلف المجالات، مما دفع العديد من الباحثين إلى الاستفادة منها في جمع بياناتهم ومراجعهم. غير أن صلاحية الإنترنت كمصدر للبحث العلمي تظل محل نظر، وتتوقف على مدى تحقق معايير الموثوقية والدقة في المحتوى المستخدم.

فالإنترنت بحد ذاته لا يُعد مصدرًا علميًا، بل هو وسيطٌ ينقل المحتوى، الذي قد يكون علميًا رصينًا أو غير موثوق. لذا، لا بد من التمييز بين المواقع التي تنشر المعرفة العلمية المعتمدة، مثل الدوريات الأكاديمية، والمواقع الرسمية للجامعات، والمنظمات الدولية، وبين المواقع العامة أو غير المتخصصة التي تفتقر إلى المراجعة العلمية.

ويشترط لاعتماد الإنترنت كمرجع في البحث العلمي ما يلي:

1.   التحقق من موثوقية الموقع: أن يكون تابعًا لجهة علمية معروفة أو مؤسسة أكاديمية أو منظمة دولية معترف بها.

2.  توثيق المعلومات بدقة: أن تكون البيانات مذكورة بتواريخ النشر، وأسماء المؤلفين إن أمكن، مع إمكانية الرجوع إليها عند الحاجة.

3.  عدم الاكتفاء بها وحدها: يُفضل دائمًا أن تُستخدم الإنترنت كمصدر مكمل لا بديل عن المصادر الورقية أو الأكاديمية المحكمة.

أمثلة على مواقع إلكترونية علمية موثوقة:

  • موقع منظمة الأمم المتحدة: https://www.un.org
  • قاعدة بيانات البنك الدولي: https://data.worldbank.org
  • موقع اليونسكو: https://www.unesco.org
  • موقع Google Scholar: https://scholar.google.com
  • المكتبة الرقمية JSTOR: https://www.jstor.org
  • بوابة Springer للنشر الأكاديمي: https://link.springer.com

طريقة توثيق مواقع الإنترنت وفق أسلوب APA:

يعتمد أسلوب APA (النسخة السابعة) في توثيق مواقع الإنترنت على العناصر التالية:اسم المؤلف (أو المؤسسة) – (سنة النشر أو التحديث) – عنوان الصفحة أو المقال – اسم الموقع – الرابط الإلكتروني

أمثلة:

1.      لمقالة أو صفحة باسم مؤلف معروف:

أبو زيد، أحمد. (2022). منهجية البحث العلمي وأخلاقياته. موقع الأكاديمية العربية للعلوم.
https://www.arabacademy.edu/article123

2.     لمصدر صادر عن منظمة أو مؤسسة (بدون مؤلف فردي):

منظمة الأمم المتحدة. (2023). تقرير التنمية البشرية.

3.    في حال عدم وجود تاريخ نشر ظاهر (نستخدم: د.ت):

البنك الدولي. (د.ت). بيانات اقتصادية حول الدول العربية.
https://data.worldbank.org/arab-countries

تنبيه مهم:

  • يجب تجنب الاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي أو المنتديات أو المواقع غير الرسمية كمصادر مرجعية.
  • في حال استخدام مصادر رقمية باللغة الإنجليزية، يتم توثيقها باللغة الأصلية دون ترجمة.

ويبرز سؤال مهم هو هل يلزم تحديد وقت وتاريخ الدخول للموقع عند التوثيق؟

الإجابة تعتمد على نمط التوثيق المستخدم (مثل APA أو شيكاغو أو هارفارد) وعلى طبيعة الموقع الإلكتروني. على التفصيل الآتي :

1. في أسلوب APA :

  • لا يُشترط ذكر تاريخ الدخول للموقع إلا في حالة واحدة فقط:

إذا كان المحتوى قابلًا للتغيير أو التحديث المستمر، مثل الصفحات التي تُعدّل بشكل متكرر (مثال: ويكبيديا، المواقع الإخبارية المتغيرة باستمرار، أو قواعد بيانات حية).

  • مثال عند الحاجة لذكر تاريخ الدخول:

ويكبيديا. (2023). مناهج البحث العلمي. في ويكيبيديا، الموسوعة الحرة. تم الاسترجاع في 20 يوليو 2025، من
https://ar.wikipedia.org/wiki/مناهج_البحث_العلمي

  • أما إذا كان المصدر ثابتًا (مثل تقرير رسمي بصيغة PDF على موقع حكومي)، فلا حاجة لذكر تاريخ الدخول.)

2. في أسلوب شيكاغو (Chicago Style):

  • يُفضل ذكر تاريخ الدخول دائمًا، خاصة للمصادر الإلكترونية العامة أو التي لا تملك تاريخ نشر واضح.
  • مثال:

وزارة التعليم العالي. "استراتيجية تطوير البحث العلمي". وزارة التعليم العالي السودانية. تم الدخول إليه في27 يناير 2025 https://mohe.gov.sd/research-strategy

3. في أسلوب هارفارد (Harvard Style):

·         يُوصى بذكر تاريخ الدخول إذا:

o        لم يكن للمصدر تاريخ نشر واضح.

o        أو كان عرضة للتحديث المستمر.

: https://data.worldbank.org/sudan (Accessed: 27 July 2025

 وسؤال آخر لا يقل أهمية هو ماذا عن الكتب المنشورة على شبكة الانترنت بصيغة pdf هل يشار اليها مباشرة ان يشار الى أنها كتب منشورة بهذه الصيغة على شبكة الإنترنت علما بأنها هي ذات النسخة الأصلية ؟

 الإجابة هي :نعم، يجوز الاستشهاد بالكتب المنشورة على شبكة الإنترنت بصيغة PDF في البحث العلمي، خاصة إذا كانت تمثل النسخة الأصلية للكتاب الورقي أو تم نشرها من خلال مواقع موثوقة (مثل مواقع دور النشر، أو المكتبات الجامعية، أو المؤلف نفسه).

لكن عند التوثيق، من الأفضل توضيح أنها نسخة إلكترونية منشورة على الإنترنت، حتى لو كانت هي الأصل، وذلك من باب الشفافية الأكاديمية وتسهيل الرجوع إليها.

كيفية التوثيق (بأسلوب APA مثلًا):

إذا كان الكتاب الأصلي منشورًا ورقيًا ثم توفرت له نسخة PDF عبر الإنترنت، يتم التوثيق كالتالي:

لقب المؤلف، الاسم. (سنة النشر). عنوان الكتاب (الطبعة إن وجدت). [نسخة PDF]. استرجع من [الرابط]

مثال:

الزحيلي، وهبة. (2007). الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة الرابعة). [نسخة PDF]. استرجع من https://www.example.com/book.pdf

وإذا لم يُذكر تاريخ النشر:

الزحيلي، وهبة. (د.ت). الفقه الإسلامي وأدلته. [نسخة PDF]. استرجع في 27 يوليو، 2025 من https://...

ملاحظات مهمة:

1.   لا يُشترط ذكر تاريخ الدخول للموقع إلا إذا كان المحتوى قابلاً للتغيير أو الحذف (مثل المقالات المتغيرة أو صفحات الويب العامة). أما الكتب بصيغة PDF الثابتة، فلا يلزم غالبًا.

2.  في قائمة المراجع، يجب إدراج رابط التحميل الكامل أو الصفحة التي تحتوي على الكتاب.

مهارات استخدام شبكة الإنترنت في البحث العلمي:

مع تطور التكنولوجيا وازدياد حجم المحتوى الرقمي، أصبحت شبكة الإنترنت مصدرًا لا غنى عنه في البحث العلمي، لما توفره من كمٍّ هائل من المعلومات والمراجع والدراسات الحديثة. غير أن هذا الكم الهائل يتطلب من الباحث امتلاك مهارات معينة لاستخدام الإنترنت بطريقة فعالة ومنهجية. وفيما يلي أبرز هذه المهارات:

1-     تحيد موضوع البحث بدقة:

على الباحث أن يحدد بدقة ما يريده من شبكة الإنترنت، سواء كان ذلك موضوعًا بعينه، أو إجابة عن سؤال بحثي، أو الوصول إلى مراجع متخصصة. فكلما كان الهدف البحثي محددًا، كانت نتائج البحث أكثر دقة وفاعلية.

2- اختيار الكلمات المفتاحية المناسبة:

ينبغي استخدام كلمات مفتاحية دقيقة تعكس جوهر الموضوع. ويُفضَّل أن تكون هذه الكلمات علمية ومباشرة، مع التفكير في صيَغ الجمع والمفرد والمترادفات، بل وحتى الترجمات باللغات الأخرى، إن لزم الأمر.

3- تنويع استراتيجيات البحث:

لا يُنصح باستخدام طريقة واحدة في إدخال كلمات البحث، بل يُفضَّل تنويع الصيغ مثل:

  • المفرد والجمع (قانون، قوانين)
  • مرادفات المصطلح (عدالة = إنصاف = Equity)
  • استخدام علامات الاقتباس ("...") للبحث عن عبارة محددة
  • استخدام رموز البحث المتقدمة مثل (+)، (-)، (site:) وغيرها.

4- تجنب العبارات العامة:

من المهم تجنّب استخدام الكلمات الشائعة غير المؤثرة في نتائج البحث مثل حروف الجر والعطف (في، من، إلى، ثم...)، لأنها لا تضيف قيمة لعملية البحث.

5_ الإلمام العام بالموضوع:

من المفيد أن يكون لدى الباحث معرفة أولية بالموضوع الذي يبحث فيه، مما يساعده على التمييز بين المصادر ذات الصلة والمصادر الهامشية، وفهم العلاقة بين المفاهيم المتداخلة.

6_استخدام أدوات البحث المتقدم:

توفر معظم محركات البحث أدوات بحث متقدم تمكِّن الباحث من تحديد النتائج وفقًا للغة، أو التاريخ، أو نوع الملف (PDF, DOC)، أو الموقع الجغرافي، مما يُسهِّل الوصول إلى نتائج أكثر دقة.

7_ التعرف على محركات البحث المتخصصة:

توجد محركات بحث موجهة لمجالات معرفية محددة، ومنها:

  • PubMed: للعلوم الطبية والصحية
  • IEEE Xplore: للهندسة والتكنولوجيا
  • ERIC: للتربية والتعليم
  • SSRN وJSTOR: للعلوم الاجتماعية والقانونية
  • Google Scholar: كمحرك علمي شامل

8_تقييم مصداقية المعلومات:

ليس كل ما يُنشر على الإنترنت صالحًا للبحث العلمي، لذا يجب تقييم المعلومة من حيث:

  • مصدر النشر (موقع رسمي، جامعة، مجلة علمية محكمة)
  • اسم المؤلف ومؤهلاته
  • تاريخ النشر وحداثة المعلومات

9_ توثيق المصادر الإلكترونية:

يلزم الباحث توثيق المواقع الإلكترونية التي استخدمها وفقًا لأحد أنماط التوثيق المعروفة (APA، شيكاغو، هارفارد...)، مع ذكر:

  • اسم الموقع أو المؤلف
  • عنوان الموضوع أو المقال
  • الرابط الإلكتروني (URL)
  • تاريخ ووقت الدخول للموقع

10_استخدام قواعد البيانات العلمية المحكمة:

يفضل الاعتماد على قواعد البيانات الأكاديمية بدلاً من محركات البحث العامة، ومن أبرزها:

  • Scopus
  • Web of Science
  • ScienceDirect
  • SpringerLink
  • ProQuest

11_الاشتراك في التنبيهات العلمية:

تقدم بعض المواقع العلمية خدمة التنبيهات التي تُخطِر الباحث بأي منشورات جديدة في مجال اهتمامه، مما يتيح له مواكبة آخر ما نُشر بسهولة.

12_ استخدام برامج إدارة المراجع:

تساعد أدوات مثل Mendeley، Zotero، وEndNoteفي تنظيم المصادر العلمية، وتوليد قوائم المراجع تلقائيًا، حسب النمط المعتمد في البحث.

 

تم بحمد الله

 


 

          المؤلف في سطور

الاسم د. إبراهيم قسم السيد محمد طه

الجنسية: سوداني.

المهنة: مستشار قانوني.

*عمل بالمحاماة ومستشارا قانونيا بوزارة العدل في جمهورية السودان،

 *شغل منصب وكيل النيابة العامة بمختلف درجات النيابة،

*عمل مستشاراً قانونياً لعدد من الجهات الحكومية داخل السودان.

* شارك في العديد من لجان صياغة مشروعات القوانين في السودان أبرزها قانون النيابة العامة لسنة 2017 ، قانون تنظيم وزارة العدل لسنة 2017، قانون مكافحة جرائم المعلوماتية لسنة 2018 ، قانون مفوضية مكافحة الفساد وغيرها.

* أقام عددا مقدراً من ورش العمل التدريبية في مجال قوانين مكافحة جرائم المعلوماتية وقانون المعاملات الالكترونية بالتعاون مع عدد من مراكز التدريب بالسودان.

* ساهم في العديد من الدورات التدريبية للقضاة والمستشارين القانونيين بوزارة العدل في مدخل الخدمة وأثناء الخدمة والمحامين بالتعاون مع معهد التدريب القضائي وإدارة التدريب بوزارة العدل ، وعدد من المراكز التدريبية.

*له إسهامات في الحقل الأكاديمي، إذ تعاون مع عدد من الجامعات السودانية في التدريس الجامعي والإشراف على الرسائل والبحوث ، وساهم في لجان مناقشة العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة. كما قام بوضع عدد من المراجع لمناهج كلية الدراسات العليا لمرحلتي الدبلوم العالي والماجستير في جامعة السودان المفتوحة.

*محكم معتمد للبحوث الأكاديمية لدى مجلة (جيل ) إصدار كلية العلوم والمصرفية (المملكة الأردنية الهاشمية) ، ومجلة ستار دوم للدراسات القانونية والسياسية ، جامعة( ستار دوم تركيا).

*له رصيد من المؤلفات القانونية والبحوث المحكمة المنشورة، وهو أيضاً كاتب يساهم بمقالات قانونية وأدبية في عدد من الصحف السودانية.

*يعمل خبيراً قانونيا في دولة قطر

e.ebraheemzoma@gmail.com*

 

       

ليست هناك تعليقات: